کد مطلب:99746 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:126

حکمت 244











[صفحه 86]

الشرح: هذا الفصل یتضمن بیان تعلیل العبادات ایجابا و سلبا. قال (ع): فرض الله الایمان تطهیرا من الشرك، و ذلك لان الشرك نجاسه حكمیه لا عینیه، و ای شی ء یكون انجس من الجهل او اقبح! فالایمان هو تطهیر القلب من نجاسه ذلك الجهل. و فرضت الصلاه تنزیها من الكبر، لان الانسان یقوم فیها قائما، و القیام مناف للتكبر و طارد له، ثم یرفع یدیه بالتكبیر وقت الاحرام بالصلاه فیصیر علی هیئه من یمد عنقه لیوسطه السیاف، ثم یستكتف كما یفعله العبید الاذلاء بین یدی الساده العظماء، ثم یركع علی هیئه من یمد عنقه لیضربها السیاف، ثم یسجد فیضع اشرف اعضائه و هو جبهته علی ادون المواضع، و هو التراب. ثم تتضمن الصلاه من الخضوع و الخشوع و الامتناع من الكلام و الحركه الموهمه لمن رآها ان صاحبها خارج عن الصلاه، و ما فی غضون الصلاه من الاذكار المتضمنه الذل و التواضع لعظمه الله تعالی. و فرضت الزكاه تسبیبا للرزق، كما قال الله تعالی: (و ما انفقتم من شی ء فهو یخلفه)، و قال: (من ذا الذی یقرض الله قرضا حسنا فیضاعفه له). و فرض الصیام ابتلاء لاخلاص الخلق، قال النبی (ص) حاكیا عن الله تعالی: (الصوم لی و انا اجزی به)، و ذلك لان الصوم امر لایطلع علیه

احد، فلایقوم به علی وجهه الا المخلصون. و فرض الحج تقویه للدین، و ذلك لما یحصل للحاج فی ضمنه من المتاجر و المكاسب، قال الله تعالی: (لیشهدوا منافع لهم و یذكروا اسم الله علی ما رزقهم من بهیمه الانعام). و ایضا فان المشركین كانوا یقولون: لو لا ان اصحاب محمد كثیر و اولو قوه لما حجوا، فان الجیش الضعیف یعجز عن الحج من المكان البعید. و فرض الجهاد عزا للاسلام، و ذلك ظاهر، قال الله تعالی: (و لو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع و بیع و صلوات و مساجد یذكر فیها اسم الله كثیرا)، و قال سبحانه: (و اعدوا لهم ما استطعتم من قوه و من رباط الخیل ترهبون به عدو الله و عدوكم). و فرض الامر بالمعروف مصلحه للعوام، لان الامر بالعدل و الانصاف ورد الودائع، و اداء الامانات الی اهلها، و قضاء الدیون، و الصدق فی القول، و ایجاز الوعد، و غیر ذلك من محاسن الاخلاق، مصلحه للبشر عظیمه لا محاله. و فرض النهی عن المنكر ردعا للسفهاء، كالنهی عن الظلم و الكذب و السفه، و ما یجری مجری ذلك. و فرضت صله الرحم منماه للعدد، قال النبی (ص): (صله الرحم تزید فی العمر و تنمی العدد). و فرض القصاص حقنا للدماء، قال سبحانه: (و لكم فی القصاص حیاه یا اولی الالباب)

. و فرضت اقامه الحدود اعظاما للمحارم، و ذلك لانه اذا اقیمت الحدود امتنع كثیر من الناس عن المعاصی التی تجب الحدود فیها، و ظهر عظم تلك المعاصی عند العامه فكانوا الی تركها اقرب. و حرم شرب الخمر تحصینا للعقل، قال قوم لحكیم: اشرب اللیله معنا، فقال: انا لااشرب ما یشرب عقلی، و فی الحدیث المرفوع: (ان ملكا ظالما خیر انسانا بین ان یجامع امه او یقتل نفسا مومنه، او یشرب الخمر حتی یسكر، فرای ان الخمر اهونها، فشرب حتی سكر، فلما غلبه قام الی امه فوطئها، و قام الی تلك النفس المومنه فقتلها)، ثم قال (ع): (الخمر جماع الاثم، الخمر ام المعاصی). و حرمت السرقه ایجابا للعفه، و ذلك لان العفه خلق شریف، و الطمع خلق دنی ء، فحرمت السرقه لیتمرن الناس علی ذلك الخلق الشریف، و یجانبوا ذلك الخلق الذمیم، و ایضا حرمت لما فی تحریمها من تحصین اموال الناس. و حرم الزنا تحصینا للنسب، فانه یفضی الی اختلاط المیاه و اشتباه الانساب، و الا ینسب احد بتقدیر الا یشرع النكاح الی اب، بل یكون نسب الناس الی امهاتهم، و فی ذلك قلب الحقیقه، و عكس الواجب، لان الولد مخلوق من ماء الاب، و انما الام وعاء و ظرف. و حرم اللواط تكثیرا للنسل، و ذلك اللواط بتقدیر استفاضته ب

ین الناس و الاستغناء به عن النساء یفضی الی انقطاع النسل و الذریه، و ذلك خلاف ما یرید الله تعالی من بقاء هذا النوع الشریف الذی لیس فی الانواع مثله فی الشرف، لمكان النفس الناطقه التی هی نسخه و مثال للحضره الالهیه، و لذلك سمت الحكماء الانسان العالم الصغیر. و حرم الاستمناء بالید و اتیان البهائم للمعنی الذی لاجله حرم اللواط، و هو تقلیل النسل، و من مستحسن الكلمات النبویه قوله (ع) فی الاستمناء بالید: (ذلك الواد الخفی)، لان الجاهلیه كانت تئد البنات ای تقتلهن خنقا، و قد قدمنا ذكر سبب ذلك، فشبه (ع) اتلاف النطفه التی هی ولد بالقوه باتلاف الولد بالفعل. و اوجبت الشهادات علی الحقوق استظهارا علی المجاحدات، قال النبی (ص): (لو اعطی الناس بدعاویهم لاستحل قوم من قوم دمائهم و اموالهم)، و وجب ترك الكذب تشریفا للصدق، و ذلك لان مصلحه العامه انما تتم و تنتظم بالصدق، فان الناس یبنون اكثر امورهم فی معاملاتهم علی الاخبار، فانها اعم من العیان و المشاهده فاذا لم تكن صادقه وقع الخطا فی التدبیرات، و فسدت احوال الخلق. و شرع رد السلام امانا من المخاوف، لان تفسیر قول القائل: (سلام علیكم)، ای لاحرب بینی و بینكم، بل بینی و بینكم السلام، و هو ال

صلح. و فرضت الامامه نظاما للامه، و ذلك لان الخلق لایرتفع الهرج و العسف و الظلم و الغضب و السرقه عنهم الا بوازع قوی، و لیس یكفی فی امتناعهم قبح القبیح، و لا وعید الاخره، بل لا بد لهم من سلطان قاهر ینظم مصالحهم، فیردع ظالمهم، و یاخذ علی ایدی سفهائهم. و فرضت الطاعه تعظیما للامامه، و ذلك لان امر الامامه لا یتم الا بطاعه الرعیه، و الا فلو عصت الرعیه امامها لم ینتفعوا بامامته و رئاسته علیهم.


صفحه 86.